قال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي: هل تابع إسماعيلَ بن جعفر أحدٌ؟ قال: ما أعلمه إلا ما رواه ابن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن مالك، فإنه يتابع إسماعيل".
وقال الدارقطني في العلل (١١/ ٢٨٢/ ٢٢٨٥): "رواه القعنبي، ومعن، وأبو مصعب، وأصحاب الموطأ، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد.
وخالفهم: إسماعيل بن جعفر، وأبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعباد بن صهيب، فرووه عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن أخيه قتادة بن النعمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
واختلفوا على مالك في اسم ابن أبي صعصعة.
والقول: قول أبي معمر القطيعي، عن إسماعيل بن جعفر، وهو الصواب".
قلت: أبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان الدمشقي نزيل مكة: ثقة، وعباد بن صهيب: متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ٣٩٠)]، ولا أظنه يثبت من حديث أبي صفوان.
قال ابن حجر في الفتح (٩/ ٥٩): [القارئ هو: قتادة بن النعمان، ... ، والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث؛ لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه".
قلت: إنما اعتمد ابن حجر على رواية أحمد (٣/ ١٥) التي أخرجها من طريق ابن لهيعة [ويأتي ذكرها]، وابن لهيعة: ضعيف، وظاهر حديث مالك بروايتيه بخلافه، والله أعلم.
وللحديث طرق أخرى عن أبي سعيد:
* روى عمر بن حفص بن غياث [ثقة]، ومسدد بن مسرهد [ثقة ثبت]:
عن حفص بن غياث: حدثنا الأعمش: حدثنا إبراهيم، والضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ "، فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: "الله الواحد الصمد: ثلث القرآن".
أخرجه البخاري (٥٠١٥)، وابن الضريس في فضائل القرآن (٢٥٦)، وأبو بكر الأنباري في حديثه (١٣٥)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٠٤٢)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٩/ ٢٣٠٣)، والضياء في فضائل القرآن (٥٤). [التحفة (٣/ ٣٤٦/ ٤٠٨٢)، المسند المصنف (٢٨/ ٥٤٥/ ١٢٩٣٩)].
قال البخاري: "عن إبراهيم: مرسل، وعن الضحاك المشرقي: مسند".
قلت: لم ينفرد به حفص بن غياث، وهو: ثقة، من أثبت أصحاب الأعمش:
* تابعه: أبو خالد الأحمر [سليمان بن حيان: ثقة]، عن الأعمش، عن الضحاك