رجلاً قال: يا رسول الله! إني أحب هذه السورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، قال: "حبك إياها أدخلك الجنة".
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٥٨١/ ١١٤٣)، قال: نا إبراهيم بن جبلة [هو: إبراهيم بن معاوية بن جبلة البصري: محله الصدق. تاريخ بغداد (٧/ ١٣٣ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢٩٠ - ط الغرب)]: نا أبو الوليد [هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثقة ثبت]: نا شريك به.
قلت: ليس هو من حديث شريك، ولا يُعرف من طريقه، إنما هو حديث المبارك بن فضالة، وهو مشهور من حديثه.
فقد رواه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٠٤٦) من نفس الطريق، لكن جعله من حديث المبارك بن فضالة، لا من حديث شريك، وقد رواه جمع من الثقات والحفاظ عن أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك عن المبارك به، منهم: أبو داود سليمان بن الأشعث، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن أيوب ابن الضريس، وأبو بكر بن أبي عاصم، والله أعلم.
* وروي أيضاً من حديث الحكم بن عطية عن ثابت به، والحكم: ليس بالقوي:
أخرجه ابن سمعون في الأمالي (٥٦).
* وروي أيضاً من حديث الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت به، والحسن هذا: بصري، منكر الحديث [انظر: التهذيب (١/ ٣٨٦)، الميزان (١/ ٤٨٢)].
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (٢٧٦)، وابن بشران في الأمالي (١٢٣٨).
* قلت: إعلال الدارقطني لهذا الحديث برواية حماد المرسلة غير متجه لأمور:
الأول: لو كان هذا الحديث محفوظاً عن حماد بن سلمة؛ لما خفي على البخاري ولا على الترمذي، أما البخاري: فما كان ليعلقه في صحيحه بصيغة الجزم مع كونه معلولاً بعلة ظاهرة، وأما الترمذي: فما كان ليذر إعلاله بحديث حماد المرسل، كما جرت بذلك عادته في إعلال الأحاديث التي ظاهر أسانيدها الصحة، فيعلها بما ثبت موقوفاً أو مرسلاً.
الثاني: عدم الوقوف على طريق حماد المرسلة، فيما وقفت عليه من مصادر، ولا عزاها ابن رجب ولا ابن حجر لأحد غير الدارقطني في علله.
الثالث: أن الدارقطني في علله كثيراً ما يعتمد طرقاً لا تثبت إلى أصحابها فيعل بها الأسانيد الأخرى، وقد وقفت من ذلك على قدر ليس بالقليل، مما يدل على أنها كانت عادته، وأضرب لذلك مثالين فقط، وأحيل على أمثلة مشابهة:
أ - قال الدارقطني في العلل (٨/ ٥٩/ ١٤١٥): "ورواه مالك وسفيان بن حسين وبحر السقاء، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة".
قلت: ولا يصح من حديث مالك، تفرد به عنه أحد الهلكى، وهو: عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي المصيصي، روى عن مالك أحاديث موضوعة [انظر: