مصر، من جملة تابعيها"، ولعلها تحرفت عن: "من جِلَّة تابعيها"، ففي المشاهير (٩٥٤): "من جلة تابعي أهل مصر".
وفي رواية يحيى [عند النسائي]: قال: قلت يا رسول الله: أقرئني من سورة يوسف أو سورة هود، قال: "يا عقبة، اقرأ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عزَّ وجلَّ وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل".
قلت: وهذا إسناد مصري صحيح، وأسلم بن يزيد أبو عمران التجيبي المصري، وقيل: أسلم بن عمران: ثقة، سمع عقبة بن عامر [التهذيب (١/ ١٣٥)] [فضل الرحيم الودود (٥/ ١٤٩/ ٤١٨)].
* وانظر فيمن وهم في إسناده فسلك فيه الجادة، أو خلط في إسناده: ما أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ٢٨٦/ ٧٨٩)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١١٠٥).
٣ - ورواه يحيى بن أبي كثير، واختلف عليه في إسناده:
* فقد روى الوليد بن مسلم [دمشقي، ثقة ثبت، من أثبت الناس في الأوزاعي]، قال: حدثنا أبو عمرو -وهو: الأوزاعي-، عن يحيى -وهو: ابن أبي كثير-، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، قال: حدثني أبو عبد الله؛ أن ابن عابس الجهني أخبره، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "يا ابن عابس، ألا أدلك"، أو قال: "ألا أخبرك بأفضل ما يتعوَّذ به المتعوِّذون؟ "، قال: بلى يا رسول الله، قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} هاتان السورتان".
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ٢٥١/ ٥٤٣٢)، وفي الكبرى (٧/ ١٩٦/ ٧٧٩٢)، وابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ١٠١٣)، وابن دحيم في فوائده (٤٣)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١١١٢)، وعلقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٢٣). [التحفة (١٠/ ٥٣٣/ ١٥٥٢٣)، المسند المصنف (٢٠/ ٤٦٠/ ٩٣٨٥)].
قال أبو حاتم في العلل (٤/ ٦٦٦/ ١٧١٨) لما سئل عن حديث الوليد بن مسلم هذا: "يقال: إن ابن عابس هو عقبة بن عامر بن عابس".
* خالفه: الوليد بن مزيد [دمشقي، ثقة ثبت، من أثبت الناس في الأوزاعي]، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عقبة بن عامر الجهني؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال له: "ألا أخبرك بأفضل ما تعوَّذت؟ "، قلت: بلى، قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}.
أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٣٣٧)، ومن طريقه: البغوي في التفسير (٨/ ٦٠٠). بإسناد صحيح إلى الوليد بن مزيد.
قلت: لو سلمت رواية ابن مزيد إليه، ولم يقع فيها خطأ أو وهم من قبل الرواة عنه، فغاية ما في الأمر: أن الوليد بن مسلم قد زاد في الإسناد رجلًا، والقول هنا لمن زاد،