* وثبت من حديث بقية، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، قال: ... فذكر الحديث، وفيه: فقال: "لعلك تهاونتَ بها؛ فما قمتَ تصلي بمثلها". وهو حديث شامي صحيح [تقدم برقم (١٤٦٢)].
* ورواه سفيان الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين: أمِن القرآن هما؟، قال عقبة: فأمَّنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهما في صلاة الفجر. وهذا كالنص في المسألة؛ للرد على المخالف؛ فإن الفعل هنا أبلغ من القول.
* ورواه محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجُحفة والأبواء، إذ غَشِيَتنا ريحٌ، وظلمةٌ شديدةٌ، فجعل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}، وهو يقول: "يا عقبةُ، تعوَّذْ بهما فما تعوَّذَ متعوِّذٌ بمثلهما"، قال: وسمعته يؤمُّنا بهما في الصلاة.
وهو حديث حسن [تقدم برقم (١٤٦٣)]، وفيه بيان أن هاتين السورتين يتعوذ بهما المتعوذ، ولا يمنع ذلك من كونهما من القرآن؛ إذ قد صلى بهما النبي -صلى الله عليه وسلم-.
* ومن أبلغ الأدلة في ذلك: ما رواه مسلم (٨١٤)، من طريق: بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد: عن قيس بن أبى حازم، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألم تر آياتٍ أُنزلت الليلةَ لم يُر مثلُهُنَّ قطُّ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} ". لفظ بيان.
وفي رواية لإسماعيل: "قد أنزل الله عليَّ آياتٍ لم يُر مثلُهُنَّ" {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} إلى آخر السورة، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} إلى آخر السورة.
وفي رواية أعند أحمد]: "أُنزلت عليَّ سورتان، فتعوذوا بهنَّ، فإنه لم يتعوذ بمثلهنَّ". يعني: المعوذتين.
* ومن الأدلة أيضًا على أنهما من سور القرآن:
ما رواه يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم، عن عقبة بن عامر، قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} ". وفي رواية: "يا عقبة بن عامر، إنك لم تقرأ سورة أحب إلى الله، ولا أبلغ عنده من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} ". وهذا إسناد مصري صحيح.
* ورواه المعتمر بن سليمان، قال: سمعت النعمان، عن زياد أبي الأسد [وفي رواية: عن زياد أبي رشدين: مجهول]، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الناس لم يتعوَّذوا بمثل هاتين السورتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} ". وهو حديث صحيح، لا يضره جهالة تابعيه.