أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ١٣٠/ ٣٠٠٤٧)، والدارمي (٣٦٢٩ - ط البشائر)، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٠١ و ١٠٩)، والشجري في الأمالي الخميسية (٣٨٨ - ترتيبه)، والجوزقاني في الأباطيل (٢/ ٣٤٧/ ٦٨٩)، والضياء في المنتقى من مسموعات مرو (١٤٥). [الإتحاف (١٤/ ٥٩٥/ ١٨٢٩٣)، المسند المصنف (٣٣/ ٤٧٥/ ١٥٦٦٥)].
قال الجوزقاني:"هذا حديث لا يرجع منه إلى صحة، وليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
قلت: هكذا رواه موقوفًا زيد بن أبي أنيسة [عند الدارمي]، وكذلك رواه زائدة من رواية حسين الجعفي عنه، ورواه عن الجعفي: أبو بكر ابن أبي شيبة [ثقة حافظ مصنف][في المصنف، وعنه: ابن الضريس]، وحفص بن عمر بن عبد الرحمن المهرقاني [صدوق][عند ابن الضريس]، وأبو توبة أحمد بن سالم العسقلاني، عن الحسين به موقوفًا.
هكذا وقعت رواية العسقلاني موقوفةً: عند الجوزقاني، لكنها وقعت مرفوعة عند الشجري والضياء، ولعله لذلك أورده الذهبي في الميزان (١/ ١٠٠)، وقال:"أحمد بن سالم العسقلاني أبو توبة: حدث عن حسين الجعفي بخبر موضوع"، وقد تبع الذهبي الجوزقاني في حكمه عليه بالوضع، وقد نص ابن حجر في اللسان (١/ ٤٦٧) على أنه أراد هذا الحديث بعينه، ثم ذكر أن الترمذي رواه من وجهين عن شعبة، مرفوعًا وموقوفاً ثم رجح الترمذي الوقف، ثم قال ابن حجر:"وهذا له حكم المرفوع؛ وإن كان وقفه أصح. وقد ذكره [يعني: صاحبَ الترجمة: أحمد بن سالم العسقلاني] الحاكمُ أبو أحمد في الكنى، ولم يذكر فيه جرحًا".
قلت: لم ينفرد به أحمد بن سالم، بل تابعه أحد كبار الحفاظ والمصنفين؛ أبو بكر ابن أبي شيبة، وتابعهما أيضًا: حفص بن عمر بن عبد الرحمن المهرقاني [صدوق]، فرووه جميعًا عن الحسين به موقوفًا، ولم ينفرد به أيضًا: زائدة، بل تابعه: شعبة وزيد بن أبي أنيسة:
رواه ثلاثتهم: عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أنه قال: نعم الشفيع القرآن لصاحبه يوم القيامة، ... الحديث، موقوفًا على أبي هريرة قوله.
وليس في هذا الإسناد، ولا في المتن ما يقتضي الحكمَ عليه بالوضع، إذ يمكن تأويل متنه، على وجه من الوجوه المحتملة، خلافًا لما ذهب إليه الجوزقاني ومن تبعه، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١٠/ ١٥٨/ ١٩٥٠): "يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه:
فرواه شعبة، واختلف عنه: فرواه أبو قتيبة سلم بن قتيبة، وعبد الصمد، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا.
ووقفه غندر عن شعبة [قلت: وقد تابعه: حجاج، عند أبي عبيد].