للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* هكذا؛ إنما يُعرف هذا مقطوعًا على مجاهد قوله، وهو الصواب:

فقد رواه غندر محمد بن جعفر، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي [وهم من ثقات أصحاب شعبة، وأثبتهم فيه غندر]:

عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد [وفي رواية الرصاصي: سمعت مجاهدًا]؛ أنه قال: القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، يقول: يا رب جعلتني في جوفه؛ فأسهرت ليله، ومنعته عن كثير من شهواته، ولكل عامل من عمله عمالة، فيقال له: ابسط يدك، قال: فتملأ من رضوان [الله]، فلا يسخط عليه بعده [أبدًا]، ثم يقال له: اقرأ وارقه، قال: فيرفع له بكل آية درجة، ويزاد بكل آية حسنة.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (٨٠٦)، وسعيد بن منصور في سننه (٢٢)، وابن أبي شيبة (٦/ ١٣٠/ ٣٠٠٤٩) و (٦/ ١٣١/ ٣٠٠٥٨)، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٠٢ أ).

* وروي مقطوعًا على مجاهد من وجه آخر:

أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ١٣٠/ ٣٠٠٥٠)، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٠٣).

* ولا يُعارض حديث عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بحديث عاصم عن مجاهد، فكلاهما عنه صحيح، رواه عنه بالوجه الأول: شعبة، وزائدة بن قدامة، وزيد بن أبي أنيسة، ورواه عنه بالوجه الثاني: حماد بن زيد، والكل ثقات، ويحتمل من عاصم التعدد في الأسانيد، لكثرة مروياته وتعدد شيوخه، والله أعلم.

٣ - حديث أبي هريرة:

رواه شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتان، لا يقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب، أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن، وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ، وارق في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية معك".

تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٤٥٣)، وهو حديث منكر.

٤ - حديث بريدة بن الحصيب:

رواه بشير بن المهاجر، قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: "تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة".

ثم سكت ساعة، ثم قال: "تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو: غيايتان، أو فِرقان من طيرٍ صواف.

وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب، فيقول له:

<<  <  ج: ص:  >  >>