هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك.
وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلًا".
تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٤٥٣)، وهو حديث منكر.
٥ - حديث أبي أمامة:
رواه بشر بن نمير، عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ نصفه أعطي نصف النبوة، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقه بكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، فيقال له: اقبض فيقبض، فيقال له: هل تدري ما في يديك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم".
أخرجه الحارث المحاسبي في فهم القرآن (١٢٩٠) وابن أبي عمر العدني في مسنده (٦/ ٣٣٣/ ٥٩٥٩ - إتحاف الخيرة)، وأبو يعلى (٦/ ٣٣٣/ ٥٩٥٩ - إتحاف الخيرة)، وأبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء (٥)، وابن حبان في المجروحين (١/ ١٨٧)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٧)، والمعافى بن زكريا النهرواني في الجليس الصالح (٥٨٣)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (٥٠)، والبيهقي في الشعب (٤/ ١٧٠/ ١٨٣٨) و (٥/ ٥٣/ ٢٣٥١)، والشجري في الأمالي الخميسية (٤٣١ - ترتيبه)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٦/ ١٠٠)، وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٤١٢/ ٤٩١)، وغيرهم.
قلت: هو حديث باطل؛ بشر بن نمير القشيري: متروك، متهم، روي تكذيبه عن يحيى القطان وأحمد [التهذيب (١/ ٢٣٢)].
قال ابن حبان في بشر بن نمير، وقد أورد هذا الحديث في ترجمته: "منكر الحديث جدًا، فلا أدري التخليط في حديثه من القاسم، أو منهما معًا؛ لأن القاسم ليس بشيء في الحديث".
وقال ابن عدي بعدما أخرجه في ترجمة بشر: "وعامة ما يرويه عن القاسم وعن غيره لا يتابع عليه، وهو ضعيف كما ذكروه".
وقال الذهبى: "هذا حديث منكر، غير صحيح، ما أدري من وضعه" [معجم شيوخ الذهبي (٢/ ٦٩)].
* قال ابن أبي حاتم في العلل (١٦٨٢): "وسألت أبي عن حديث رواه بشر بن نمير، وجعفر بن الزبير البصريان، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من أوتي ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة، ومن أوتي نصف القرآن فقد أوتي نصف النبوة، ومن أوتي القرآن فقد أوتي النبوة، إلا أنه لا يوحى إليه"؟