قلت: شيخ الحكيم الترمذي؛ سليمان بن أبي هلال الذهبي، هو: سليمان بن منصور البلخي الذهبي، شيخ النسائي، وهو: ثقة، مستقيم الحديث [التهذيب (٢/ ١٠٩)]، ولعل الوهم في إسناده من قِبل الحكيم الترمذي نفسه، إن لم يكن من قبل عبد الجبار، والله أعلم.
* قال أبو القاسم البغوي:"هكذا قال عبد الأعلى في حديثه: عن عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبي لبابة".
* ورواه يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الدمشقي [ثقة]: نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك، قال: دخلنا على أبي لبابة ... ، فذكر الحديث.
أخرجه البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٧٦/ ٩٩٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٣/ ٣٥١/ ١٣٠٩).
قال البغوي:"وأسنده هكذا، وهو الصواب، وقد قيل: عبيد الله بن أبي نهيك".
وقال الطحاوي:"هكذا قال لنا فهد: عن عبد الله، وإنما هو: عبيد الله".
قلت: هذا الاختلاف على عبد الجبار بن الورد لمن دلائل عدم ضبطه لإسناد هذا الحديث، وعبد الجبار بن الورد المكي: وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو داود ويعقوب بن سفيان والعجلي، وعبارة أحمد:"ثقة، لا بأس به"، وعبارة ابن معين [في رواية ابن الجنيد]: "ثقة، ليس به بأس"، وقال ابن المديني:"لم يكن به بأس"، وقال البخاري:"يخالف في بعض حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ ويهم"، وقال في المشاهير:"كان يهم في الشيء بعد الشيء"، وقال ابن عدي:"هو عندي لا بأس به، يكتب حديثه"، وأشار إلى قلة حديثه، وقال الدارقطني:"لين"، وأورده العقيلي في الضعفاء [التهذيب (٢/ ٤٧٠)، سؤالات ابن الجنيد (٦٣٠)، الجامع في العلل ومعرفة الرجال (٨٥١)، التاريخ الكبير (٦/ ١٠٧)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٨٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣١)، الثقات (٧/ ١٣٦)، المشاهير (١١٤٧)، الكامل (٧/ ٦ ١ - ط العلمية)].
قلت: فمثله لا تعارض بروايته رواية كبار الحفاظ، أمثال: عمرو بن دينار، وابن جريج، والليث بن سعد [في المحفوظ عنه]، ومن تابعهم، مثل: سعيد بن حسان المخزومي المكي:
حيث اتفقوا على روايته عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن".
فالحديث من مسند سعد، ومن جعله من مسند أبي لبابة؛ فقد وهم، والحديث مشهور من حديث ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك [وهو: ثقة، ولم يكن بالمشهور]، وليس من حديث ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد [وهو: تابعي، ثقة، مشهور، مكثر عن ابن عباس، وحديثه عنه في الصحيحين، وروى له الجماعة]، والله أعلم.