للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* وروى محمد بن عباد المكي [هو: ابن الزبرقان: لا بأس به]: حدثنا حاتم بن إسماعيل [مدني، صدوق]، عن شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن أبان، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى دونه".

أخرجه ابن نصر في قيام الليل (١٧٥ - مختصره)، وأبو يعلى (٥/ ١٦٠/ ٢٧٧٣)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٥٥/ ٧٣٨)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (٨٧)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٦٩/ ٢٣٧٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٨/ ٧٣ - ٧٤). [المسند المصنف (٣/ ٨٥/ ١٢٨٦)].

* لم ينفرد به حاتم بن إسماعيل، تابعه عن شريك به: إسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة، من قدماء أصحاب شريك].

أخرجه أبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (٨٨).

قلت: شريك بن عبد الله النخعي: صدوق، سيئ الحفظ؛ يخطئ كثيرًا، وقد أخطأ في هذا الحديث على الأعمش.

قال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٤٣٨/٧٦): "وخالفه أبو معاوية الضرير، فرواه عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن الحسن مرسلًا".

أخرجه من طريق أبي معاوية به مرسلًا: سعيد بن منصور في سننه (٥).

ثم قال الدارقطني بعد ذكر وجه آخر من الاختلاف على الأعمش: "وقول أبي معاوية: أشبهها بالصواب".

فهو مرسل بإسناد ضعيف؛ يزيد بن أبان الرقاشي: ضعيف.

[وانظر في الأوهام والغرائب والمراسيل: مصنف ابن أبي شيبة (٦/ ١٢٠/ ٢٩٩٥٤)، أطراف الغرائب والأفراد (٧٨٩)، مسند الشهاب (٢٧٦)، تاريخ بغداد (١٤/ ٥٤٢ - ط الغرب)، ابن مخلد البزاز في حديثه عن ابن السماك والخلدي (٢٢)].

* وقال الوليد بن مسلم: "يعني به: الجهر" [المنتخب من علل الخلال (٤٦)].

* وقال الليث بن سعد: "يتغنى: يتحزن به، ويرقق به قلبه" [تقدم تخريجه عند الحديث رقم (١٤٦٩)].

وتابعه على ذلك ابن حبان، حيث قال في صحيحه (٣/ ٢٩): "قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يتغنى بالقرآن" يريد: يتحزن به، وليس هذا من الغنية، ولو كان ذلك من الغنية لقال: يتغانى به، ولم يقل: يتغنى به، وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم، وطيب الصوت، وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع، ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان: الأسف والتلهف، الأسف على ما وقع من التقصير، والتلهف على ما يؤمل من التوقير، فإذا تألم القلب وتوجع، وتحزن الصوت ورجع، بدر الجفن بالدموع، والقلب بالدموع، فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة، ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات، رجاء غفران السالف من الذنوب، والتجاوز عن الجنايات والعيوب، فنسأل الله التوفيق له".

<<  <  ج: ص:  >  >>