من طريق رشدين؛ إلا أنه قال:"عن بعض ولد رافع بن خديج"، فلم يصرح باسمه. ورشدين وابن لهيعة: ضعيفان؛ يكتب حديثهما في الشواهد والمتابعات، وقد تابع أحدهما الآخر مما يقوي الرواية ويثبتها عن موسى بن أيوب الغافقي المصري [وهو ثقة من السادسة]، وأما سهل بن رافع بن خديج فقد قيل بأنه صاحب الصاع -أو: صاحب الصاعين- الذي لمزه المنافقون لما أتى بصاعي تمر، زكاة ماله، وفيه نزلت:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ}[التوبة: ٧٩] [انظر: الاستيعاب (١٠٤٧)، الإصابة (٣/ ١٩٩)، الطبقات الكبرى (٥/ ٢٥٧)، أسد الغابة (٢/ ٥٧٤)] فإن كان هو، فهو صحابي، وعليه فالإسناد منقطع بينه وبين موسى بن أيوب فإنه لا يعرف له سماع من أحد من الصحابة، وإنما يروي عن التابعين.
وإن لم يكن هو، فهو في عداد المجاهيل، وأبوه صحابي معروف.
وأيًّا كان فإن مثل هذا الإسناد يصلح في الشواهد؛ لذا فقد قال فيه الحازمي:"هذا حديث حسن، وقد ذكرنا حديث عائشة، وسؤال أبي موسى، وحديث أبي هريرة، وهي أحاديث صحاح تشد هذه الآثار" [وانظر: الإمام (٣/ ٣٢)، نصب الراية (١/ ٨٣].
وفي الباب أيضًا: عن عمر، وعائشة [انظر مثلًا: شرح المعاني (١/ ٥٧ - ٥٩)].
***
٢١٦ - . . . قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا قعد بين شعبها الأربع، وألزق الختانَ بالختانِ فقد وجب الغُسل".
• حديث متفق عليه.
هذا لفظ مسلم بن إبراهيم الفراهيدي [وهو: ثقة مأمون]، عن هشام وشعبة، عن قتادة.
ولفظ الجمهور: عن هشام، وعن شعبة، في الصحيحين وغيرهما:"إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم جهدها، فقد وجب الغسل"، على خلاف بينهم في لفظ:"جهدها"، فقال بعضهم:"اجتهد"، وقال بعضهم:"أجهد نفسه".
أخرجه البخاري (٢٩١)، ومسلم (٣٤٨)، وأبو عوانة (١/ ٢٤٢/ ٨٢٣ - ٨٢٦)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٣٩٠ و ٣٩١/ ٧٧٨ و ٧٧٩)، والنسائي (١/ ١١٠ - ١١١/ ١٩١)، وابن ماجه (٦١٠)، والدارمي (١/ ٢١٤/ ٧٦١)، وابن حبان (٣/ ٤٤٩ - ٤٥٠ و ٤٥٣ و ٤٥٦/ ١١٧٤ و ١١٧٨ و ١١٨٢)، وابن الجارود (٩٢)، وأحمد (٢/ ٢٣٤ و ٣٤٧ و ٣٩٣ و ٥٢٠)، والطيالسي (٤/ ١٩٦ - ١٩٧/ ٢٥٧١)، وابن أبي شيبة (١/ ٨٤/ ٩٣١)، وإسحاق (١/ ١٠٩ و ١١٠/ ١٩ و ٢٠)، والبزار (١٧/ ٦٩ و ٧٠/ ٩٥٩٤ و ٩٥٩٥)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١٣٧٧ - ١٣٧٩)، وابن المنذر (١/ ١٣٢/ ١٧) و (٢/ ٨١/ ٥٨٦)، والطحاوي (١/ ٥٦)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٣٧٩