للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى أمة أمية، وإلى من لم يقرأ كتابًا قط، فقال جبريل: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف".

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٣٣٨)، وأحمد (٥/ ١٣٢ و ٣٩١ و ٤٠٥ و ٤٠٥)، والبزار (٧/ ٣١٠/ ٢٩٠٨)، والطحاوي في المشكل (٨/ ١١٠/ ٣٠٩٨)، وابن قانع في المعجم (١/ ١٩١ - ١٩٢)، والطبراني في الكبير (٣/ ١٦٧/ ٣٠١٩)، وأبو عمرو الداني في الأحرف السبعة (٦) (٤١ - جامع البيان). [المسند المصنف (٧/ ٣٥٠/ ٣٦٩٢)].

قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه أبو عوانة وشيبان، عن عاصم، عن زر، عن أبي بن كعب، وقال حماد بن سلمة: عن عاصم، عن زر، عن حذيفة".

قلت: والقول الأول أقرب للصواب؛ فإن الحديث مشهور عن أبي بن كعب، من طرق متعددة، تقدمٍ ذكر بعضها، ويأتي ذكر بقيتها، ولعل الوهم فيه من عاصم نفسه، فإنه كان يضطرب أحيانا في الأسانيد، وعليه: فالأشبه بالصواب أنه من مسند أبي؛ لا من مسند حذيفة بن اليمان.

وهو حديث جيد، قال فيه الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، قد روي من غير وجه عن أبي بن كعب".

ولعاصم بن بهدلة في هذا الباب حديث آخر محفوظ عنه أيضًا، رواه عنه جماعة من ثقات أصحابه، ممن روى عنه حديث أبي المتقدم:

ج- فقد روى أبو بكر بن عياش، وحماد بن سلمة، وأبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري [وهم ثقات]؛ وأبو خالد الدالاني [هو: يزيد بن عبد الرحمن: كوفي، لا بأس به]؛ وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:

عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: أقرأني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة من الثلاثين، من آل حم، قال: يعني: الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كاثت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين، قال: فرحت إلى المسجد، فإذا رجل يقرؤها على غير ما أقرأني، فقلت: من أقرأك؛ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فقلت لآخر: اقرأها، فقرأها على غير قراءتي وقراءة صاحبي، فانطلقت بهما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، إن هذين يخالفاني في القراءة؟ قال: فغضب، وتمعَّر وجهه، وقال: "إنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف "،- قال: قال زر: وعنده رجل- قال: فقال الرجل: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما أقرئ، فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف، قال: قال عبد الله: فلا أدري أشيئًا أسره إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو علم ما في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: والرجل هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. لفظ أبي بكر بن عياش [عند أحمد].

<<  <  ج: ص:  >  >>