للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وهذا إسناد صحيح؛ أبو ظبيان: حصين بن جندب: ثقة، من الثانية، سمع ابن عباس وجرير بن عبد الله البجلي، واختلف في سماعه من علي، وقد رآه وروى عنه، وقد سمع منه الأعمش [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ٢٥٣/ ١٦٠)، التاريخ الكبير (٣/ ٣)، المراسيل (١٧٧)، تحفة التحصيل (٧٨)].

• ورواه إسرائيل بن يونس [ثقة]؛ عن إبراهيم بن مهاجر [البجلي: ليس به بأس. تقدمت ترجمته قريبًا عند حديث حذيفة، في الشواهد]، عن مجاهد، عن ابن عباس؟ أنه قال لأصحابه: أي القراءتين ترون آخرًا؟ قالوا: قراءة زيد، قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض القرآن على جبريل في كل سنة، فلما كانت السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين، فشهده ابن مسعود، فكانت قراءة عبد الله آخرًا.

أخرجه أحمد (١/ ٢٧٥ و ٣٢٥)، والبزار (١١/ ١٨١/ ٤٩٢٣)، والطحاوي في شرح المشكل (١/ ٢٦٤/ ٢٨٧) و (٨/ ١٣٩/ ٣١٢٢)، والحاكم (٢/ ٢٣٠).

وهذا إسناد لا بأس به.

* وحديث معارضة القرآن مرة كل عام، ومرتين في العام الذي قبض فيه:

ثبت من حديث ابن عباس؛ الذي رواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة [أخرجه البخاري (٦ و ١٩٠٢ و ٣٢٢٠ و ٣٥٥٤ و ٤٩٩٧)، ومسلم (٢٣٠٨)].

ومن حديث فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي رواه فراس، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: أقبلت فاطمة تمشي ... ، فذكرت الحديث بطوله، وفيه: فقالت: أسرَّ إليَّ: "إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أُراه إلا حضر أجلي، وإنكِ أول أهل بيتي لحاقًا بي "، ... الحديث [أخرجه البخاري (٣٦٢٤ و ٦٢٨٦)، ومسلم (٢٤٥٠)].

ومن حديث أبي هريرة، الذي رواه أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان يُعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآنُ كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه [أخرجه البخاري (٤٩٩٨)].

وليس في شيء منها تعيين من شهد هذه العرضة من الصحابة.

* والحاصل: فإن ما ذهب إليه ابن عباس في هذا الحديث من كون ابن مسعود حضر العرضة الأخيرة، وأن قراءتنا هذه هي القراءة الأولى، وقراءة ابن مسعود هي القراءة الأخيرة؛ يعارضه حديث سمرة -رضي الله عنه-، قال: عرض القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة.

ويعارضه أيضًا: اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان لزيد بن ثابت في كتابة

<<  <  ج: ص:  >  >>