للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَوُّوا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة" [أخرجه البخاري (٧٢٣)، ومسلم (٤٣٣)، راجع تخريجه في فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٦٨/ ٦٦٨) وقد قال علي بن المديني: "سمعت يحيى يقول: كل شيء حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس: فهو على السماع من أنس؛ إلا حديث إقامة الصف، قال: قلت ليحيى: شعبة أجمل هذا لك؟ قال: نعم"، ولم يكن يخفى على الشيخين قول شعبة في عدم سماع قتادة لهذا الحديث من أنس؛ إلا أنه لما ترجح لهما اتصال الحديث من وجه آخر أخرجاه، والله أعلم.

والأمثلة على هذا المعنى كثيرة في الصحيحين وخارجهما [وانظر مثلًا: فضل الرحيم الودود (١٤/ ٩٨/ ١٢٧٣)]، إذ العبرة ليست فقط بثبوت السماع في الأسانيد، ولكن إذا دلت القرائن على الاتصال والسماع أعملناها وحكمنا بصحة الحديث، لا سيما مع تصحيح الأئمة له، وتلقيهم له بالقبول.

كما أن متن الحديث ليس فيه نكارة، بل معناه مشتهر معروف في القرآن والسُّنَّة، لا سيما وقد قام مقام التفسير لكلام اللّه تعالى، وهو موافق لدلالة القرآن، وهذا الصنف من العلم مما يتسمح فيه البخاري نوعًا ما، والله أعلم.

هذا مع العلم بأنني لا أتسمح في إثبات الاتصال بمجرد ثبوت المعاصرة والإدراك، بل لا بد من ثبوت السماع في الأسانيد، أو تقوم قرائن قوية دالة على الاتصال، مع عدم وجود النفي الصريح للسماع من إمام معتبر، ولم يخالف فيه، والله أعلم.

° وله إسناد آخر شديد الوهاء [أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ١٤٩/ ٤٤٣٠ - أطرافه)] [وهو باطل موضوع؛ تفرد به: أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، وهو: رافضي، متروك الحديث، بل كان يضع الحديث. اللسان (٥/ ٢٢٦)، ولم يحدث به غير عبيد بن إسحاق العطار، وهو: منكر الحديث. اللسان (٥/ ٣٤٩)، كنى مسلم (٦٩)، أسامي الضعفاء (١٩٥)].

ومن شواهده:

حديث ابن عباس:

رواه أحمد بن عبد الله بن يونس [ثقة حافظ]: ثنا كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس.

وعن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: أفضل العبادة الدعاء. وقرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (٦٠)}.

أخرجه الحاكم (١/ ٤٩١) (٢/ ٤٦٣/ ١٨٢٥ - ط الميمان) (٣/ ٧/ ١٨٢٨ - ط التأصيل) (١٨٢١ - ط دار المنهاج القويم).

قلت: وهذا حديث منكر، تفرد به: أبو العلاء كامل بن العلاء، وهو: ضعيف، له أحاديث مناكير، وأباطيل تفرد بها عن الثقات المشاهير، فضلًا عن كونه كثير الوهم على حبيب بن أبي ثابت [راجع ترجمته مفصلة تحت الحديث رقم (١٣٥٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>