هلال، حديثه في التسبيح" [التاريخ الكبير (٣/ ٢٠٨)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٨٢)، الثقات (٦/ ٢٦٨)، التهذيب (١/ ٥٤٢)].
وحديث هذا المجهول: حديث منكر؛ لاشتماله على زيادة منكرة، وهي التسبيح بالنوى أو الحصى، ولا يثبت في هذا الباب حديث، كما سيأتي بيانه، كما أنه لم يتابع على لفظ الدعاء [وقد سبق الكلام مراراً عن حديث المجهول، وأن حديثه إذا كان مستقيماً فإنه يكون مقبولاً صحيحاً؛ وذلك تحت الحديث رقم (٧٥٩)، عند حديث هُلْب الطائي. وانظر أيضاً فيما قبلته أو رددته من حديث المجهول: ما تحت الحديث رقم (٧٨٨)، الشاهد الرابع، حديث أم سلمة، وما تحت الحديث رقم (٧٩٥)، وما تحت الحديث رقم (٨٢٥)، وكذا الأحاديث الماضية برقم (٩٩١ و ١٠٧٠ و ١١٠٠ و ١١٠٦ و ١١٨٤ و ١٢٢٥ و ١٣٦٨ و ١٤٧٧)].
وقد روي نحوه من حديث أبي أمامة وأبي الدرداء، دون موضع الشاهد في التسبيح بالحصى:
١ - أما حديث أبي أمامة:
فيرويه سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني ابن عجلان [مدني، ثقة]، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل [مكي، لا بأس به]، عن محمد بن سعد بن زرارة، عن أبي أمامة الباهلي؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يحرِّك شفتيه، فقال: "ماذا تقول يا أبا أمامة؟ "، قال: أذكر ربي، قال: "ألا أخبرك بأفضل أو كثر من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل، أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول: الحمد لله مثل ذلك".
أخرجه النسائي في الكبرى (٩/ ٧٣/ ٩٩٢١)، وابن خزيمة (١/ ٣٧١/ ٧٥٤)، وابن حبان (٣/ ١١٢/ ٨٣٠)، والروياني (١٢٣٥)، وابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٨٤)، وقال: "حديث حسن". [التحفة (٤/ ٣٤/ ٤٩٢٩)، الإتحاف (٦/ ٢٥٨/ ٦٤٧٩)، المسند المصنف (٢٦/ ١١٥/ ١١٧١٩)].
قلت: إسناده منقطع؛ محمد بن سعد بن زرارة، هو: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وهو: ثقة، من السادسة، وروايته عن الصحابة مرسلة [تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (١١٠٠)].
وهو غريب من حديث محمد بن عجلان، تفرد به عنه: يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [وقد سبق ذكره مراراً في فضل الرحيم الودود،