الغرب)، تاريخ الإسلام (٤/ ٨٤٠ - ط الغرب)، المغني (١٧٣٣)، وقال: "متروك ساقط"، الديوان (١١٤٠)، وقال: "ساقط متهم"، الميزان (١/ ٦٠١)، اللسان (٣/ ٢٨٠)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ١٣)، وزاد في ترجمته: "وقال الأزدي: متروك الحديث، قال محمد بن طاهر: كذاب"، ثم قال: "لولا أني أذكر من فيه أدنى تعديل ما ذكرت من أتى بكذب، لكن أبو حاتم عندي أثبت في الرجال من كثيرٍ غيره"].
والراوي عنه: أبو سليمان مقاتل بن سليمان بن ميمون الخراساني، وليس هو بصاحب التفسير المتروك المتهم، إنما هذا رجل متأخر عنه في الطبقة، وهو: مجهول، قال ابن الجوزي لما فرق بينهما: "لا نعرف فيه طعنًا" [المتفق والمفترق (٣/ ١٩٥٢/ ١٥٧٥)، ضعفاء ابن الجوزي (٣/ ١٣٧/ ٣٤٠٣)].
* قلت: وحاصل ما تقدم: أن هذا الحديث عن طلحة بن عبيد الله بن كريز: قد حفظه فضيل بن غزوان الكوفي، وموسى بن ثروان البصري:
فروياه عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب؛ إِلَّا قال الملك: ولك مثل ذلك".
وفي رواية: "من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكَّل به: آمين، ولك بمثلٍ".
وهو حديث صحيح، صححه مسلم وابن حبان.
* وتابعهما على رفعه، لكن قصر بإسناده فأسقط ذكر أبي الدرداء:
سهيل بن أبي صالح، فرواه عن طلحة الخزاعي، عن أم الدرداء، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب لا تردُّ، ويقول الملك: ولك مثل ذلك".
* وقد روي من وجوه أخر قصر بها أصحابها، فأوقفوه؛ أو لم يجاوزوا به طلحة:
أ - فرواه عَبيدة بن حُميد [وهو: كوفي، ليس به بأس، ولم يكن من الحفاظ المتقنين. انظر: التهذيب (٣/ ٤٤)]، عن حُميد الطويل، عن طلحة، عن أم الدرداء، قالت: دعوة المرء المسلم لأخيه، وهو غائب لا تُردُّ، قال: وقالت: إلى جنبه مَلَك؛ لا يدعو له بخير إِلَّا قال الملك: ولك.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٢١/ ٢٩١٦٠). [المسند المصنف (٢٧/ ١٦٧/ ١٢٢٠٥)].
قلت: وهذا حديث غريب، تفرد به عن حميد الطويل البصري، دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم وتعدد طبقاتهم واختلاف بلدانهم، عبيدة بن حميد الكوفي، ولا يحتمل من مثله ذلك، لا سيما وقد قصر بإسناده مرتين، مرة بإسقاط أبي الدرداء من إسناده، والأخرى بوقفه، وهو حديث مرفوع، ولا يقال مثله من قبل الرأي والاجتهاد؛ لاشتماله على الإخبار بأمر غيبي متعلق بفعل الملائكة وأقوالهم، ولا يُطَّلَع على ذلك إِلَّا بوحي، واللّه أعلم.