ب - ورواه حِبَّان بن يسار، قال: حَدَّثَنَا طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي: حدثتني أم الدرداء؛ أنه دخل عليها بالشام، فقالت: كان أبو الدرداء يقوله.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٨٨).
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حبان بن يسار الكلابي: ضعيف، اختلط، وهو يروي عن أبي مطرف عبيد اللّه بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي [راجع: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٣٨٨/ ٩٨٠)].
ج - ورواه عبد اللّه بن المبارك [ثقة ثبت، حجة إمام]، قال: أخبرنا محمد بن سوقة [كوفي، ثقة]، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، قال: ما تحابَّ متحابان في الله إِلَّا كان أحبهما إلى الله أشدَّهما حُبًا لصاحبه، وإن مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، وما دعا له بخير إِلَّا قال الملك الموكل: ولك مثله.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (٧٢٣)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٥/ ١٢٩).
قلت: لعل طلحة ساقه في مساق الوعظ أو التذكير والتعليم، فأحب أن يتخفف من الإسناد، فلم يرفعه ولم يسنده تخففًا لمناسبة المقام، واللّه أعلم.
* بدليل أن محمد بن سوقة نفسه قد رواه عنه من وجه آخر مسندًا مرفوعًا:
فقد رواه المعافى بن سليمان [جزري، ثقة]، قال: نا موسى بن أعين [جزري، ثقة]، عن جعفر بن برقان [جزري، ثقة؛ إنما يضعَّف في الزُّهري خاصة]، عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز - وكان جليس أم الدرداء -، يرفع الحديث إلى أم الدرداء، ترفعه أم الدرداء إلى أبي الدرداء، يرفعه أبو الدرداء، قال: "ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إِلَّا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبًا لصاحبه".
أخرجه الطَّبراني في الأوسط (٥/ ٢٦٧/ ٥٢٧٩).
قال الطَّبراني: "لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان إِلَّا موسى بن أعين".
* ورواه عمرو بن عثمان الكلابي [عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي: ضعيف، قال فيه أبو حاتم: "يتكلمون فيه، كان شيخًا أعمى بالرقة، يحدث الناس من حفظه بأحاديث منكرة، ... "، وكان يحدث من كتب غيره، وتركه النسائي والأزدي. التهذيب (٣/ ٢٩١)، الميزان (٣/ ٢٨٥)]: ثنا أصبغ بن محمد الرقي [ابن أخي عبيد الله بن عمرو الأسدي الرقي: ليس به بأس، التارلح الكبير (٢/ ٣٦)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٢١)، الثقات (٨/ ١٣٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٤٣٦)]، عن جعفر بن برقان [رقي، ثقة]، عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، قال: ثنا أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، وما دعا بخير إِلَّا قال له الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل".
أخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال (٤٩٥).