* ورواه أبو غريب [محمد بن العلاء: ثقة حافظ]، قال: حَدَّثَنَا محمد بن فضيل، عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر النيب، قالت الملائكة: آمين، ولك مثل ذلك".
أخرجه الشجري في الأمالي الخميسية (١١٨٦ - ترتيبه)، بإسناده إلى أبي كريب.
قلت: وهذا غريب جدًا، ومحمد بن فضيل لا يُعرف بالرواية عن محمد بن سوقة، إنما يرويه محمد بن فضيل، عن أبيه فضيل بن غزوان، عن طلحة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، كما تقدم بيانه.
قال الدارقطني في العلل (٦/ ٢٢٧/ ١٠٩٢): "ورواه عاصم الأحول، وكهمس بن الحسن، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفًا، والموقوف: أثبت في رواية طلحة".
قلت: لم أقف على رواية عاصم الأحول، ولا على رواية كهمس بن الحسن، وقد تقدم بيان أن المرفوع عن طلحة بن عبيد الله هو المحفوظ، حيث رواه عنه مرفوعًا: ثلاثة من الثقات، فضيل بن غزوان الكوفي، وموسى بن ثروان البصري، وسهيل بن أبي صالح المدني؛ وإن كان الأخير قصر بإسناده، وقد صحح المرفوع: مسلم وابن حبان.
* وانظر أيضًا في الأوهام في هذا الإسناد: ما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٥/ ١٢٦). [راجع: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١٠٥٥/ ٥٠٥)].
* وللحديث طريق أخرى تؤيد ما ذهب إليه مسلم:
* فقد روى يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وأخوه محمد بن عبيد، وعيسى بن يونس، وإسحاق بن يوسف الأزرق، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [واختصر القصة، فجعله عن أبي الدرداء، ولم يذكر قصة أم الدرداء، وسماعه الحديث منها] [وهم جميعًا ثقات]:
عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزُّبَير، عن صفوان، وكانت تحته الدرداء، قال: قدمتُ الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده ووجدت أم الدرداء، فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابةٌ، عند رأسه ملكٌ موكَّلٌ كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثلٍ".
قال: فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك، يرويه عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. لفظ عيسى بن يونس [عند مسلم].
وفي رواية يزيد بن هارون [عند ابن أبي شيبة]: عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزُّبَير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، وكان تحته الدرداء فأتاها، فوجد أم الدرداء ولم يجد أبا الدرداء، فقالت له: تريد الحج العام؟ قال: نعم، قالت: فادع الله لنا