محدوج الذهلي: قال البخاري: "فيه نظر"، وفي التقريب (٩٢٣): "مجهول" [الكامل (٦/ ٤٤٤)، الميزان (٣/ ٤٤٣)].
وأبو الخطاب الهجري: مجهول [التقريب (١١٤٠)].
وأما ابن أبي غنية: فهو عبد الملك بن حميد بن أبي غنية: ثقة [التقريب (٦٢٢)].
وبذا يظهر أن قول أقلت: أولى بالصواب.
قال أبو زرعة: "يقولون: عن جسرة، عن أم سلمة، والصحيح: عن عائشة".
إذًا نرجع إلى حديث: أفلت، عن جسرة، عن عائشة:
فإن حديث جسرة لا يُقبل حتى توافق غيرها من أصحاب عائشة - رضي الله عنها -، وهي هنا قد خالفت: عباد بن عبد الله بن الزبير، وعمه عروة بن الزبير، وهما: ثقتان مشهوران من أصحاب عائشة، لا سيما عروة ابن أختها، فهو من المكثرين عنها، وحديثه عنها مبسوط بين أصحابه.
قال البخاري في حديث محدوج: "ولا يصح هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[التاريخ الكبير (٦/ ١٨٤)].
وقال بعد ذكر حديث أقلت: "وقال عروة وعباد بن عبد الله عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر"، وهذا: أصح"، وقال في موضع آخر (١/ ٤٠٨): "وحديث الزهري أصح [يعني: حديث عباد]، وتابعه: عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال البيهقي: "وهذا أصح من حديث جسرة" [الخلافيات (٢/ ٢٥١/ م ١٣٦ - مختصره)].
وقال في المعرفة (٢/ ٢٥٧): "وأما حديث أفلت ... : فإنه ليس بالقوي".
قلت: وحديث عروة وعباد عن عائشة قد اختلف فيه اختلافًا كثيرًا، قال ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٢٣٠): "اختلف على ابن شهاب في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا".
انظر: سنن الدارمي (١/ ٥١/ ٨١)، مسند أبي يعلى (٨/ ٥٧/ ٤٥٧٩)، فضائل الصحابة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (١/ ٧٠ و ٤٠٧/ ٣٣ و ٦٢٩)، مصنف عبد الرزاق (٥/ ٤٢٩/ ٩٧٥٤)، طبقات ابن سعد (٢/ ٢٢٨)، كنى الدولابي (٢/ ٨٥٨/٤٧٥)، شرح مشكل الآثار (٩/ ١٧٩ - ١٨١/ ٣٥٤٦ - ٣٥٤٩)، علل ابن أبي حاتم (٢/ ٣٥٩ و ٣٨٧/ ٢٥٩٥ و ٢٦٧٢)، مسند الشاميين (٤/ ٢٥٦/ ٣٢١٩)، الكامل (١/ ٢٢٤)، الكتاب اللطيف (١٣٣)، معرفة علوم الحديث (٩٩)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (٦/ ٣١١٦/ ٧١٨٥)، التمهيد (٢١/ ٢٣٠)، تاريخ دمشق (٢٥/ ٣٣٢) و (٣٠/ ٢٥٣).
• إلا أنه قد صح من حديث: ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وغيرهما.
أما حديث أبي سعيد:
فقد أخرجه البخاري (٤٦٦ و ٣٦٥٤ و ٣٩٠٤)، ومسلم (٢٣٨٢).
والشاهد منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ؛ إلا باب أبي بكر".