زياد بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَنْ حَرَسَ وَرَاءَ المُسْلِمِينَ في سَبِيلِ اللهِ مُتَطَوّعا، لا يأخُذُهُ سُلْطانٌ بحرَسٍ، لَمْ يَرَ النَّارَ بعَيْنِه إلا تَحلَّةَ القَسَمِ، فإنَّ اللهَ تَعالى يقُولُ (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا) ".
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، أخبرني الزهري، عن ابن المسيب عن أبي هريرة، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاثَةٌ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إلا تَحِلَّةِ القَسَمِ" يعني: الورود.
وأما قوله (كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم معناه: كان على ربك قضاء مقضيا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (حَتْما) قال: قضاء.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج (حَتْمًا مَقْضِيًّا) قال قضاء.
وقال آخرون: بل معناه: كان على ربك قسَما واجبا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو عمرو داود بن الزّبرقان، قال: سمعت السديّ يذكر عن مرّة الهمداني، عن ابن مسعود (كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) قال: قسما واجبا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) يقول: قسما واجبا.
قال أبو جعفر: وقد بيَّنت القول في ذلك.
القول في تأويل قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢) }
يقول تعالى ذكره:(ثُمَّ نُنَجِّي) من النار بعد ورود جميعهم إياها، (الَّذِينَ