وبيت عبد الله بن الحر بتمامه هو، كما في (الخزانة ٣: ٦٦٣) : َتى تَأْتِنا تُلْمِمْ بِنا فِي دِيارِنا ... تَجِدْ حَطَبا جَزْلا وناراً تَأجَّجا واستشهد المؤلف بالبيت عند قوله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن) . قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة ٢٢٠) : أي تظلم عينه عنه، كأن عليها غشاوة. وقال الفراء في معاني القرآن (الورقة ٢٩٥) : يريد: ومن يعرض عنه. ومن قرأها (ومن يعش) فتح الشين، فمعناه: من يعم عنه. وقال القتيبي (اللسان: عشي) معنى قوله (ومن يعش عن ذكر الرحمن) أي يظلم بصره. قال: وهذا قول أبي عبيدة. ثم ذهب يرد قول الفراء ويقول: لم أر أحداً يجيزه: عشوت عن الشيء: أعرضت عنه. إنما يقال: تعايشت عن الشيء: أي تغافلت عنه، كأني لم أره. وكذلك تعاميت. قال: وعشوت إلى النار: أي استدللت عليها ببصر ضعيف. وقال الأزهري يرد كلام ابن قتيبة: أغفل القتيبي موضع الصواب، واعترض مع غفلته على الفراء. والعرب تقول: عشوت إلى النار أعشو عشوا، أي قصدتها مهتديا. وعشوت عنها: أي أعرضت عنها. فيفرقون بين إلى وعن موصولين بالفعل. اهـ.