على تكذيبكم رسوله (وأطيعون) فيما دعوتكم إليه أهدكم سبيل الرشاد. (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ) من أجر يقول: وما أسألكم على نصيحتي لكم ودعايتكم إلى ربي جزاء ولا ثوابا. يقول: ما جزائي على دعايتكم إلى الله، وعلى نصحي لكم وتبليغ رسالات الله إليكم، إلا على ربّ العالمين.
يعني بقوله:(أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) : أتنكحون الذكران من بني آدم في أدبارهم. وقوله:(وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ) يقول: وتدعون الذي خلق لكم ربكم من أزواجكم من فروجهنّ، فأحله لكم. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله:"وَتَذَرُونَ ما أصْلَحَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أزْوَاجِكُمْ".
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:(وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ) قال: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد بنحوه.
وقوله:(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) يقول: بل أنتم قوم تتجاوزون ما أباح لكم ربكم، وأحله لكم من الفروج إلى ما حرّم عليكم منها.
كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج:(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) قال: قوم معتدون.