حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ) قال: كنحو قوله (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) .
وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله (إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ) قال: حين خلق آدم من الأرض ثم خلقكم من آدم، وقرأ (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) .
وقد بيَّنا فيما مضى قبل معنى الجنين، ولِمَ قيل له جنين، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) يقول جل ثناؤه: فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي.
كما حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) يقول: فلا تبرئوها.
وقوله (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) يقول جلّ ثناؤه: ربك يا محمد أعلم بمن خاف عقوبة الله فاجتنب معاصيه من عباده.