١٨٣٨٧- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:(وإنك لتعلم ما نريد) ، أي: إن بغيتنا لغير ذلك. فلما لم يتناهوا، ولم يردَّهم قوله، ولم يقبلوا منه شيئًا مما عرض عليهم من أمور بناته، قال:(لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) .
* * *
القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه حين أبوا إلا المضي لما قد جاؤوا له من طلب الفاحشة، وأيس من أن يستجيبوا له إلى شيء مما عرض عليهم:(لو أن لي بكم قوة) ، بأنصار تنصرني عليكم وأعوان تعينني = (أو آوى إلى ركن شديد) ، يقول: أو أنضم إلى عشيرة مانعة تمنعني منكم، (١) لحلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه منِّي في أضيافي = وحذف جواب "لو" لدلالة الكلام عليه، وأن معناه مفهوم.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
١٨٣٨٨- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: قال لوط: (قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) ، يقول: إلى جُنْد شديد، لقاتلتكم.
(١) انظر تفسير " أوى " فيما سلف ص: ٣٣١، تعليق: ١، والمراجع هناك = ثم انظر ما سيأتي ص: ٤٢٢.