حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) في النار (لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ) .. حتى بلغ:(فَبِئْسَ الْقَرَارُ) قال: هؤلاء التباع يقولون للرءوس.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ) قال: الفوج: القوم الذين يدخلون فوجا بعد فوج، وقرأ:(كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا) التي كانت قبلها. وقوله (إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ) يقول: إنهم واردو النار وداخلوها. (قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ) يقول: قال الفوج الواردون جهنم على الطاغين الذين وصف جل ثناؤه صفتهم لهم: بل أنتم أيها القوم لا مرحبا بكم: أي لا اتسعت بكم أماكنكم، (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا) يعنون: أنتم قدمتم لنا سُكنى هذا المكان، وصِليّ النار بإضلالكم إيانا، ودعائكم لنا إلى الكفر بالله، وتكذيب رسله، حتى ضللنا باتباعكم، فاستوجبنا سكنى جهنم اليوم، فذلك تقديمهم لهم ما قدموا في الدنيا من عذاب الله لهم في الآخرة
(فَبِئْسَ الْقَرَارُ) يقول: فبئس المكان يُسْتَقَرُّ فيه جهنم.
القول في تأويل قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١) }
وهذا أيضا قول الفوج المقتحم على الطاغين، وهم كانوا أتباع الطاغين في الدنيا، يقول جل ثناؤه: وقال الأتباع: (رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا) يعنون: من قدم لهم في الدنيا بدعائهم إلى العمل الذي يوجب لهم النار التي ورودها، وسكنى المنزل الذي سكنوه منها. ويعنون بقولهم (هَذَا) : العذاب الذي وردناه (فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ) يقولون: فأضعف له العذاب في النار على العذاب