عن مجاهد، قوله (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا) قال: أخطأناهم (أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ) ولا نراهم؟.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرَارِ) قال: فقدوا أهل الجنة (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا) في الدنيا (أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ) وهم معنا في النار.
وقوله (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ) يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي أخبرتكم أيها الناس من الخبر عن تراجع أهل النار، ولعْن بعضهم بعضا، ودعاء بعضهم على بعض في النار لحق يقين، فلا تشكُّوا في ذلك، ولكن استيقنوه تخاصم أهل النار.
وقوله (تَخَاصُمُ) رد على قوله (لَحَقٌّ) ومعنى الكلام: إن تخاصم أهل النار الذي أخبرتكم به لحقّ.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يوجه معنى قوله (أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ) إلى: بل زاغت عنهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) فقرأ: (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وقرأ: (يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا) .. حتى بلغ:(إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ) قال: إن كنتم تعبدوننا كما تقولون إن كنا عن عبادتكم لغافلين، ما كنا نسمع ولا نبصر، قال: وهذه الأصنام، قال: هذه خصومة أهل النار، وقرأ:(وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) قال: وضل عنهم يوم القيامة ما كانوا يفترون في الدنيا.