حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) يقول: هل سألت هؤلاء القوم أجرا يُجهدهم، فلا يستطيعون الإسلام.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) قال: يقول: أسألتَهم على هذا أجرا، فأثقلهم الذي يُبْتَغَى أخذُه منهم.
وقوله (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) يقول تعالى ذكره: أم عندهم علم الغيب فهم يكتبون ذلك للناس، فينبئونهم بما شاءوا، ويخبرونهم بما أرادوا.
يقول تعالى ذكره: بل يريد هؤلاء المشركون يا محمد بك، وبدين الله كيدا (فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ) يقول: فهم المكيدون الممكورُ بهم دونك، فثق بالله، وامض لما أمرك به.
وقوله (أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ) يقول جلّ ثناؤه: أم لهم معبود يستحق عليهم العبادة غير الله، فيجوز لهم عبادته، يقول: ليس لهم إله غير الله الذي له العبادة من جميع خلقه (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) يقول: تنزيها لله عن شركهم وعبادتهم معه غيره.