القول في تأويل قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠) }
قال أبو جعفر: يقول: (ويا قوم من ينصرني) ، فيمنعني من الله إن هو عاقبني على طردي المؤمنين الموحِّدين الله إن طردتهم؟ = (أفلا تذكرون) ، يقول: أفلا تتفكرون فيما تقولون: فتعلمون خطأه، فتنتهوا عنه؟.
قال أبو جعفر: وقوله: (ولا أقول لكم عندي خزائن الله) ، عطف على قوله:(ويا قوم لا أسألكم عليه أجرًا) .
* * *
ومعنى الكلام:(ويا قوم لا أسألكم عليه أجرًا) ، (ولا أقول لكم عندي خزائن الله) ، التي لا يفنيها شيء، فأدعوكم إلى اتباعي عليها. ولا أعلم أيضًا الغيب = يعني: ما خفي من سرائر العباد، فإن ذلك لا يعلمه إلا الله = فأدّعي الربوبية وأدعوكم إلى عبادتي. ولا أقول أيضًا: إني ملك من الملائكة، أرسلت إليكم، فأكون كاذبًا في دعواي ذلك، بل أنا بشر مثلكم كما تقولون، أمرت بدعائكم إلى الله، وقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم = (ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرًا) يقول: ولا أقول للذين اتبعوني وآمنوا بالله ووحَّدوه،