حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ) العصا واليد آيتان.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ) تبيانان من ربك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ) هذان برهانان.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:(فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ) فقرأ: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) على ذلك آية نعرفها، وقال:(برهانان) آيتان من الله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله:(فَذَانِكَ) فقرأته عامة قراء الأمصار، سوى ابن كثير وأبي عمرو:(فَذَانِكَ) بتخفيف النون، لأنها نون الاثنين، وقرأه ابن كثير وأبو عمرو:"فَذَانِّكَ" بتشديد النون.
واختلف أهل العربية في وجه تشديدها، فقال بعض نحويي البصرة: ثقل النون من ثقلها للتوكيد، كما أدخلوا اللام في ذلك. وقال بعض نحويي الكوفة: شددت فرقا بينها وبين النون التي تسقط للإضافة، لأن هاتان وهذان لا تضاف. وقال آخر منهم: هو من لغة من قال: هذاآ قال ذلك، فزاد على الألف ألفا، كذا زاد على النون نونا ليفصل بينهما وبين الأسماء المتمكنة، وقال في (ذَانِكَ) إنما كانت ذلك فيمن قال: هذان يا هذا، فكرهوا تثنية الإضافة فأعقبوها باللام، لأن الإضافة تعقب باللام. وكان أبو عمرو يقول: التشديد في النون في (ذَانِكَ) من لغة قريش.
يقول:(إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) إلى فرعون وأشراف قومه، حجة عليهم، ودلالة على حقيقة نبوّتك يا موسى (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) يقول: إن فرعون وملأه كانوا قوما كافرين.