للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبنحو ذلك قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) فاطر: قال خالق. وفي قوله (عَالِمُ الْغَيْبِ) قال: ما غاب عن العباد فهو يعلمه، (وَالشَّهَادَةِ) : ما عرف العباد وشهدوا، فهو يعلمه.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧) }

يقول تعالى ذكره: ولو أن لهؤلاء المشركين بالله يوم القيامة، وهم الذين ظلموا أنفسهم (مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا) في الدنيا من أموالها وزينتها (وَمِثْلَهُ مَعَهُ) مضاعفا، فقبل ذلك منهم عوضا من أنفسهم، لفدوا بذلك كله أنفسهم عوضا منها، لينجو من سوء عذاب الله، الذي هو معذّبهم به يومئذ (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ) يقول: وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه، الذي كان أعدّه لهم، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعدّه لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>