وقوله:(وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ) يقول: لا تمسوها بما يؤذيها من عقر وقتل ونحو ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، في قوله:(وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ) لا تعقروها. وقوله:(فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) يقول: فيحل بكم من الله عذاب يوم عظيم عذابه.
يقول تعالى ذكره، فخالفت ثمود أمر نبيها صالح صلى الله عليه وسلم، فعقروا الناقة التي قال لهم صالح: لا تمسوها بسوء، فأصبحوا نادمين على عقرها، فلم ينفعهم ندمهم، وأخذهم عذاب الله الذي كان صالح توعدهم به فأهلكهم. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً) يقول: إنّ في إهلاك ثمود بما فعلت من عقرها ناقة الله وخلافها أمر نبي الله صالح لعبرة لمن اعتبر به يا محمد من قومك. (وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) يقول: ولن يؤمن أكثرهم في سابق علم الله. (وَإِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (لَهُوَ الْعَزِيزُ) في انتقامه من أعدائه (الرَّحِيمُ) بمن آمن به من خلقه.