للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بأبْوابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ، وَقِيامُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ) .

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يزيد بن حيان، عن حماد بن سلمة، قال: ثنا عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ) قال: "قِيامُ العَبْدِ مِن اللَّيْل".

حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال: ثني أبي، قال: ثني زياد بن خيثمة، عن أبي يحيى بائع القتّ، عن مجاهد، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل، ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه، فقال: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ) .

وأما قوله: (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفا وَطَمَعا ... ) الآية، فإن بنحو الذي قلنا (١) في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) قال: خوفا من عذاب الله، وطمعا في رحمة الله، ومما رزقناهم ينفقون فى طاعة الله، وفي سبيله.

القول في تأويل قوله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧) }

يقول تعالى ذكره: فلا تعلم نفسٌ ذي نفس ما أخفي الله لهؤلاء الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم في هاتين الآيتين، مما تقرّ به أعينهم في جنانه يوم القيامة (جَزَاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يقول: ثوابا لهم على أعمالهم التي كانوا في الدنيا يعملون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق،


(١) انظر تفسير المؤلف للآية في صدر الكلام عليها ص ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>