حدثنا القاسم، فال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) قال: النضر بن الحارث (١) . ويعني بقوله (مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) من يخاصم في الله، فيزعم أن الله غير قادر على إحياء من قد بلي وصار ترابا، بغير علم يعلمه، بل بجهل منه بما يقول. (وَيَتَّبِعُ) في قيله ذلك وجداله في الله بغير علم (كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) .
القول في تأويل قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٤) }
يقول تعالى ذكره: قضي على الشيطان، فمعنى (كُتِبَ) ههنا قُضِي، والهاء التي في قوله عليه من ذكر الشيطان.
كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر عن قتادة (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ) قال: كُتب على الشيطان، أنه من اتبع الشيطان من خلق الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ) قال: الشيطان اتبعه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد (أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ) ، قال: اتبعه.
وقوله (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) يقول: فإن الشيطان يضله، يعني: يضل من تولاه. والهاء التي في "يضله عائدة على "من" التي في قوله (مَنْ تَوَلاهُ) وتأويل الكلام: قُضى على الشيطان أنه يضلّ أتباعه ولا يهديهم إلى الحق.
وقوله (وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) يقول: ويَسُوقُ مَنِ اتَّبَعَهُ إلى عذاب جهنم الموقدة، وسياقه إياه إليه بدعائه إلى طاعته ومعصية
(١) كان النضر بن الحارث بن كلدة قد أخذ الطب والفلسفة مع أبيه في الحيرة.