سَادِسُهُمْ) يقول: ولا يكون من نجوى خمسة إلا هو سادسهم كذلك، (وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ) يقول: ولا أقل من ثلاثة (وَلا أَكْثَرَ) من خمسة، (إِلا هُوَ مَعَهُمْ) إذا تناجوا، (أَيْنَمَا كَانُوا) يقول: في أيّ موضع ومكان كانوا.
وعني بقوله:(هُوَ رَابِعُهُمْ) ، بمعنى: أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه. كما حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثني نصر بن ميمون المضروب، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قوله:(مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ) ... إلى قوله:(هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم (أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .
وقوله:(ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يقول تعالى ذكره: ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل، مما يحبه ويسخطه يوم القيامة. (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول: إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.
واختلفت القراء في قراءة قوله:(مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ) ، فقرأت قرّاء الأمصار ذلك (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى) بالياء، خلا أبي جعفر القارئ، فإنه قرأه (مَا تَكُونُ) بالتاء. والياء هي الصواب في ذلك، لإجماع الحجة عليها، ولصحتها في العربية.