وبنحو الذي قلنا في معنى قوله المُزن، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله:(مِنَ الْمُزْنِ) قال السحاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله:(أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) أي من السَّحاب.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:(أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) قال: المزن: السحاب اسمها، أنزلتموه من المزن، قال: السحاب.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله:(أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) قال: المزن: السماء والسحاب.
وقوله:(لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) يقول تعالى ذكره: لو نشاء جعلنا ذلك الماء الذي أنزلناه لكم من المزن مِلحًا، وهو الأجاج، والأجاج من الماء: ما اشتدّت ملوحته، يقول: لو نشاء فعلنا ذلك به فلم تنتفعوا به في شرب ولا غرس ولا زرع.
وقوله:(فَلَوْلا تَشْكُرُونَ) يقول تعالى ذكره: فهلا تشكرون ربكم على إعطائه ما أعطاكم من الماء العذب لشربكم ومنافعكم، وصلاح معايشكم، وتركه أن يجعله أجاجًا لا تنتفعون به.