(قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) تهتزّ، لها أنياب وهيئة كما شاء الله أن تكون، فرأى أمرا فظيعا، (وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ) فناداه ربه: (يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ)(سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولَى) .
وقوله (قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ) يقول تعالى ذكره قال الله لموسى: خذ الحية، والهاء والألف من ذكر الحية (وَلا تَخَفْ) يقول: ولا تخف من هذه الحية يقول: (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولَى) يقول: فإنا سنعيدها لهيئتها الأولى التي كانت عليها قبل أن نصيرها حية، ونردّها عصا كما كانت.
يقال لكل من كان على أمر فتركه، وتحوّل عنه ثم راجعه: عاد فلان سيرته الأولى، وعاد لسيرته الأولى، وعاد إلى سيرته الأولى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (سِيرَتها الأولى) يقول: حالتها الأولى.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، فال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (سِيرَتَهَا الأولَى) قال: هيئتها.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولَى) أي سنردّها عصا كما كانت.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولَى) قال: إلى هيئتها الأولى.