حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، ومحمد بن قيس في قول الله (وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) قالا خيرا منك إن أطيع، وأبقى منك عذابا إن عُصي.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل السحرة لفرعون (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ) من خلقه (مُجْرِما) يقول: مكتسبا الكفر به، (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ) يقول: فإن له جهنم مأوى ومسكنا، جزاء له على كفره (لا يَمُوتُ فِيهَا) فتخرج نفسه (وَلا يَحْيَا) فتستقر نفسه في مقرها فتطمئن، ولكنها تتعلق بالحناجر منهم (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا) موحدا لا يُشرك به (قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ) يقول: قد عمل ما أمره به ربه، وانتهى عما نهاه عنه (فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى) يقول: فأولئك الذين لهم درجات الجنة العلى.
القول في تأويل قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦) }
يقول تعالى ذكره: ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات، فأولئك لهم الدرجات العلى. ثم بين تلك الدرجات العلى ما هي، فقال: هن (جَنَّاتِ عَدْنٍ) يعني: جنات إقامة لا ظعن عنها ولا نفاد لها ولا فناء (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار (خَالِدِينَ فِيهَا) يقول: ماكثين فيها إلى غير غاية محدودة; فالجنات من قوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ) مرفوعة بالردّ على الدرجات.