للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النون من"إن" بالياس، وتوجيه الألف واللام فيه إلى أنهما أدخلتا تعريفا للاسم الذي هو ياس، وذلك أن عبد الله كان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ:"وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ"، ثم يقرأ على ذلك:"سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ"، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين. ونظير تسمية إلياس بإل ياسين: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ) [ثم قال في موضع آخر: (وَطُورِ سِينِينَ) وهو موضع واحد سمي بذلك.

وقوله (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) يقول تعالى ذكره: إنا هكذا نجزي أهل طاعتنا والمحسنين أعمالا وقوله (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) يقول: إن إلياس عبد من عبادنا الذين آمنوا، فوحَّدونا، وأطاعونا، ولم يشركوا بنا شيئا.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ (١٣٦) }

يقول تعالى ذكره: وإن لوطا المرسل من المرسلين.

(إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) يقول: إذ نجَّينا لوطا وأهله أجمَعينَ من العذاب الذي أحللناه بقومه، فأهلكناهم به. (إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) يقول: إلا عجوزا في الباقين، وهي امرأة لوط، وقد ذكرنا خبرها فيما مضى، واختلاف المختلفين في معنى قوله (فِي الْغَابِرِينَ) ، والصواب من القول في ذلك عندنا.

وقد حُدثت عن المسيِّب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك (إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) يقول: إلا امرأته تخلَّفت فمسخت حجرا، وكانت تسمى هيشفع. (١)


(١) في عرائس المجالس للثعالبي، طبعة الحلبي ١٠٦: وكانت تسمى هلسفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>