للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: وإذا ذُكر الآلهة التي يدعونها من دون الله مع الله، فقيل: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتها لترتجى، إذ الذين لا يؤمنون بالآخرة يستبشرون بذلك ويفرحون.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ) : أي نفرت قلوبهم واستكبرت (وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) الآلهة (إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (اشْمَأَزَّتْ) قال: انقبضت، قال: وذلك يوم قرأ عليهم"النجم"عند باب الكعبة.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ قوله: (اشْمَأَزَّتْ) قال: نفرت (وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) أوثانهم.

القول في تأويل قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٤٦) }

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد، الله خالق السموات والأرض (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) الذي لا تراه الأبصار، ولا تحسه العيون والشهادة الذي تشهده أبصار خلقه، وتراه أعينهم (أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ) فتفصل بينهم بالحق يوم تجمعهم لفصل القضاء بينهم (فِيمَا كَانُوا فِيهِ) في الدنيا (يَخْتَلِفُونَ) من القول فيك، وفي عظمتك وسلطانك، وغير ذلك من اختلافهم بينهم، فتقضي يومئذ بيننا وبين هؤلاء المشركين الذين إذا ذكرت وحدك اشمأزّت قلوبهم، إذا ذكر مَنْ دونك استبشروا بالحقّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>