كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ) قال: أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرين.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ) قال: سأل إبراهيمُ، فقال:(وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) قال: فترك الله عليه الثناء الحسن في الآخرين، كما ترك اللسانَ السَّوْء على فرعون وأشباهه كذلك ترك اللسان الصدق والثناء الصالح على هؤلاء.
وقيل: معنى ذلك: وتركنا عليه في الآخرين السلام، وهو قوله (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) ، وذلك قول يُرْوى عن ابن عباس تركنا ذكره لأن في إسناده من لم نستجز ذكره; وقد ذكرنا الأخبار المروية في قوله (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ) فيما مضى قبل. وقيل:
معنى ذلك: وتركنا عليه في الآخرين أن يقال: سلام على إبراهيم.
وقوله (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) يقول تعالى ذكره: أمَنَة من الله في الأرض لإبراهيم أن لا يذكر من بعده إلا بالجميل من الذكر.
وقوله (كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) يقول: كما جزينا إبراهيم على طاعته إيانا وإحسانه في الانتهاء إلى أمرنا، كذلك نجزي المحسنين (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) يقول: إن إبراهيم من عبادنا المخلصين لنا الإيمان.
يقول تعالى ذكره: وبشَّرنا إبراهيم بإسحاق نبيا شكرا له على إحسانه وطاعته.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) قال: بشر به بعد ذلك نبيا، بعد ما كان هذا من أمره لمَّا جاد لله بنفسه.