وقوله (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) يقول تعالى ذكره: كذّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذرهم وذكرهم بها.
وقوله (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا) يقول تعالى ذكره: إنا أرسلنا عليهم حجارة.
وقوله (إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ) يقول: غير آل لوط الذين صدّقوه واتبعوه على دينه فإنا نجيناهم من العذاب الذي عذّبنا به قومه الذين كذبوه، والحاصب الذي حصبناهم به بسحر: بنعمة من عندنا: يقول: نعمة أنعمناها على لوط وآله، وكرامة أكرمناهم بها من عندنا.
وقوله (كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) يقول: وكما أثبنا لوطًا وآله، وأنعمنا عليه، فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه، فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا. وأجرى قوله بسحر، لأنه نكرة، وإذا قالوا: فعلت هذا سحر بغير باء لم يجروه.
يقول تعالى ذكره: ولقد أنذر لوط قومه بطشتنا التي بطشناها قبل ذلك (فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) يقول: فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكا منهم فيه.
وقوله (فَتَمَارَوْا) تفاعلوا من المرية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) لم يصدّقوه، وقوله (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) يقول جلّ ثناؤه: ولقد