وإذا اعتزلتم أيها الفتية قومكم الذين اتخذوا من دون الله آلهة (وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ) يقول: وإذا اعتزلتم قومكم الذين يعبدون من الآلهة سوى الله، ف "ما" إذ كان ذلك معناه في موضع نصب عطفا لها على الهاء، والميم التي في قوله (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ)
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ) وهي في مصحف عبد الله: "ومَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله" هذا تفسيرها.
وأما قوله:(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) فإنه يعني به:
فصيروا إلى غار الجبل الذي يسمى بنجلوس، (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) يقول: يبسط لكم ربكم من رحمته بتيسيره لكم المخرج من الأمر الذي قد رُمِيتم به من الكافر دقينوس وطلبه إياكم لعرضكم على الفتنة.
وقوله:(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) جواب لإذ، كأن معنى الكلام: وإذ اعتزلتم