للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانتقامه منهم بما استحلوا من محارمه، وركبوا من معاصيه.

وقوله: (ذِي الطَّوْلِ) يقول: ذي الفضل والنعم المبسوطة على من شاء من خلقه; يقال منه: إن فلانا لذو طول على أصحابه، إذا كان ذا فضل عليهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (ذِي الطَّوْلِ) يقول: ذي السعة والغنى.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (ذِي الطَّوْلِ) الغنى.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (ذِي الطَّوْلِ) : أي ذي النعم.

وقال بعضهم: الطول: القدرة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله (ذِي الطَّوْلِ) قال: الطول القدرة، ذاك الطول.

وقوله: (لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلا الله العزيز العليم، الذي صفته ما وصف جلّ ثناؤه، فلا تعبدوا شيئا سواه (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) يقول تعالى ذكره: إلى الله مصيركم ومرجعكم أيها الناس، فإياه فاعبدوا، فإنه لا ينفعكم شيء عبدتموه عند ذلك سواه.

القول في تأويل قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>