للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القول في تأويل قوله تعالى: {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (ثم قيل للذين ظلموا) ، أنفسهم، بكفرهم بالله= (ذوقوا عذاب الخلد) ، تجرّعوا عذابَ الله الدائم لكم أبدًا، الذي لا فناء له ولا زوال (١) = (هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون) ، يقول: يقال لهم: فانظروا هل تجزون، أي: هل تثابون = (إلا بما كنتم تكسبون) ، يقول: إلا بما كنتم تعملون في حياتكم قبل مماتكم من معاصي الله. (٢)

* * *

القول في تأويل قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويستخبرك هؤلاء المشركون من قومك، يا محمد، (٣)

فيقولون لك: أحق ما تقول، وما تعدنا به من عذاب الله في الدار الآخرة جزاءً على ما كنا نكسِب من معاصي الله في الدنيا؟ قل لهم يا محمد: "أي وربي إنه لحق "، لا شك فيه، وما أنتم بمعجزي الله إذا أراد ذلك بكم، بهربٍ، أو امتناع، بل أنتم في قبضته وسلطانه وملكه، إذ أراد فعل ذلك بكم، فاتقوا الله في أنفسكم. (٤)

* * *


(١) انظر تفسير " الذوق " فيما سلف ص: ٤٩، تعليق: ١، والمراجع هناك.
= وتفسير " الخلد " فيما سلف من فهارس اللغة (خلد) .
(٢) انظر تفسير " الجزاء " فيما سلف من فهارس اللغة (جزى) ، (كسب) .
(٣) انظر تفسير " النبأ " فيما سلف ص: ٥٤، تعليق: ٤، والمراجع هناك.
(٤) انظر تفسير " الإعجاز " فيما سلف ١٤: ١٣١، تعليق: ٢، والمراجع هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>