.................. وخفضه في موضع الخفض يجوز: فلو (١) قيل (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) فرفع يومُ، لكان وجها، ولم يقرأ به أحد من القرّاء.
وقال آخر منهم: إنها نصب (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) لأنه إضافة غير محضة فنصب، والتأويل رفع، ولو رفع لجاز لأنك تقول: متى يومك؟ فتقول: يوم الخميس، ويوم الجمعة، والرفع الوجه، لأنه اسم قابل اسما فهذا الوجه.
وأولى القولين بالصواب في تأويل قوله (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) قول من قال: يعذّبون بالإحراق، لأن الفتنة أصلها الاختبار، وإنما يقال: فتنت الذهب بالنار: إذا طبختها بها لتعرف جودتها، فكذلك قوله (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) يحرقون بها كما يحرق الذهب بها، وأما النصب في اليوم فلأنها إضافة غير محضة على ما وصفنا من قول قائل ذلك.