وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) يقول: من نحوه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) من نحوه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) قال: من كُلّ شَكْلٍ ذلك العذاب الذي سمي الله، أزواج لم يسمها الله، قال: والشَّكل: الشبيه.
وقوله (أَزْوَاجٌ) يعني: ألوان وأنواع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) قال: ألوان من العذاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (أَزْوَاجٌ) زوج زوج من العذاب.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (أَزْوَاجٌ) قال: أزواج من العذاب في النار.
وقوله (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) يعني تعالى ذكره بقوله (هَذَا فَوْجٌ) هذا فرقة وجماعة مقتحمة معكم أيها الطاغون النار، وذلك دخول أمة من الأمم الكافرة بعد أمة; (لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ) وهذا خبر من الله عن قيلِ الطاغين الذين كانوا قد دخلوا النار قبل هذا الفوج المقتحِم للفوج المقتَحم فيها عليهم، لا مرحبا بهم، ولكن الكلام اتصل فصار كأنه قول واحد، كما قيل: (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) فاتصل قول فرعون بقول ملئه، وهذا كما قال تعالى ذكره مخبرا عن أهل النار: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)
ويعني بقولهم: (لا مَرْحَبًا بِهِمْ) لا اتسعت بهم مداخلهم، كما قال أبو الأسود:
لا مرْحَب وَاديكَ غيرُ مُضَيَّقِ (١)
وبنحو الذي قلنا فى ذلك قال أهل التأويل.
(١) هذا شطر بيت لأبي الأسود الدؤلي، ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة ٢١٢ من مصورة جامعة القاهرة رقم (٢٦٠٥٩) قال عند قوله تعالى" لا مرحبا بهم": تقول العرب للرجل:" لا مرحبا بك" أي لا رحبت عليك، أي لا اتسعت. قال أبو الأسود:" لا مرحب واديك غير مضيق". ولم أجده في ترجمته في الأغاني، ولا في معجم ياقوت.