أبيه، عن الربيع في قوله:(ما ننسخ من آية أو نُنسها) ، يقول:"ننسها": نرفعها. وكان الله تبارك وتعالى أنزل أمورا من القرآن ثم رفعها.
* * *
والوجه الآخر منهما، أن يكون بمعنى"الترك"، من قول الله جل ثناؤه:(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)[التوبة: ٦٧] ، يعني به: تركوا الله فتركهم. فيكون تأويل الآية حينئذ على هذا التأويل: ما ننسخ من آية فنغير حكمها ونبدل فرضها، نأت بخير من التي نسخناها أو مثلها. وعلى هذا التأويل تأول جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
١٧٥٩ - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله:(أو نَنسها) ، يقول: أو نتركها لا نبدلها. (١)
١٧٦٠ - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله:(أو ننسها) ، نتركها لا ننسخها.
١٧٦١ - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله:(ما ننسخ من آية أو ننسها) ، قال: الناسخ والمنسوخ.
* * *
قال أبو جعفر: وكان عبد الرحمن بن زيد يقول في ذلك ما:-
١٧٦٢ - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(نُنسها) ، نمحها.
* * *
وقرأ ذلك آخرون:(أو ننسأها) بفتح النون وهمزة بعد السين، بمعنى نؤخرها، من قولك:"نسأت هذا الأمر أنسؤه نَسْأ ونَسَاء"، إذا أخرته، وهو من قولهم:"بعته
(١) الأثر: ١٧٥٩ - في تفسير ابن كثير: "أو ننساها". والصواب ما في الطبري، بفتح النون.