وقال آخرون: القانع: هو المسكين، والمعتر: الذي يتعرّض للحم.
*ذكر من قال ذلك:- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:(وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) قال: القانع: المسكين، والمعترّ: الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين، ولا تكون له ذبيحة، يجيء إلى القوم من أجل لحمهم، والبائس الفقير: هو القانع.
وقال آخرون بما:- حدثنا به ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن فرات، عن سعيد بن جُبير، قال: القانع: الذي يقنع، والمعترّ: الذي يعتريك.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن يونس، عن الحسن بمثله.
قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ومجاهد:(الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) القانع: الجالس في بيته، والمعترّ: الذي يتعرّض لك.
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: عني بالقانع: السائل; لأنه لو كان المعنيّ بالقانع في هذا الموضع، المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل: وأطعموا القانع والسائل، ولم يقل: وأطعموا القانع والمعترّ. وفي إتباع ذلك قوله: والمعترّ، الدليل الواضح على أن القانع معنيّ به السائل، من قولهم: قنع فلان إلى فلان، بمعنى سأله وخضع إليه، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد:
وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي، فإنه من قنِعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا. وأما المعترّ: فإنه الذي يأتيك معترّا بك لتعطيه وتطعمه.
وقوله:(كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ) يقول هكذا سخرنا البدن لكم أيها الناس. يقول: لتشكروني على تسخيرها لكم.
(١) البيت للبيد كما قال المؤلف، ولم أجده في ديوانه طبعة ليدن سنة ١٨٩١. والخلة بالفتح: الحاجة والفقر. وقال اللحياني: خلة به شديدة: أي خصاصة. والقنوع: السؤال، وقد شرحناه وبيناه في الشاهد الذي قبله.