للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبيه، عن الربيع: (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم) ، يعني اليهود والنصارى.

* * *

قال أبو جعفر: قد دللنا على أن الذين عنى الله تعالى ذكره بقوله: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله) ، هم النصارى، والذين قالوا مثل قولهم هم اليهود (١) سألت موسى صلى الله عليه وسلم أن يريهم ربهم جهرة، (٢) وأن يسمعهم كلام ربهم، كما قد بينا فيما مضى من كتابنا هذا - (٣) وسألوا من الآيات ما ليس لهم مسألته تحكما منهم على ربهم، وكذلك تمنت النصارى على ربها تحكما منها عليه أن يسمعهم كلامه ويريهم ما أرادوا من الآيات. فأخبر الله جل ثناؤه عنهم أنهم قالوا من القول في ذلك، مثل الذي قالته اليهود وتمنت على ربها مثل أمانيها، وأن قولهم الذي قالوه من ذلك إنما يشابه قول اليهود من أجل تشابه قلوبهم في الضلالة والكفر بالله. فهم وإن اختلفت مذاهبهم في كذبهم على الله وافترائهم عليه، فقلوبهم متشابهة في الكفر بربهم والفرية عليه، وتحكمهم على أنبياء الله ورسله عليهم السلام. وبنحو ما قلنا في ذلك قال مجاهد.

١٨٧٢- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (تشابهت قلوبهم) قلوب النصارى واليهود.

* * *

وقال غيره: (٤) معنى ذلك تشابهت قلوب كفار العرب واليهود والنصارى وغيرهم.

* ذكر من قال ذلك:

١٨٧٣- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن


(١) في المطبوعة: "والذين قالت". والضمير في قوله"والذين قالوا" إلى النصارى يعود. وانظر دليله فيما سلف قريبا: ٥٥٠.
(٢) في المطبوعة: "وسألت موسى"، وحذف الواو أولى. وكان أحب أن يكون"سألوا" مكان"سألت".
(٣) انظر ما سلف في تفسير الآية: ٥٥، والأثر: ٩٥٩.
(٤) في المطبوعة: "وقال غيرهم"، والصواب ما أثبت، فإنه روى قول مجاهد وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>