للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

١٢٦- حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا أبو العوَّام -وحدثني محمد بن خلف العَسْقلاني، قال: حدثنا رَوَّاد بن الجرّاح، قال: حدثنا سعيد بن بَشير، جميعًا- عن قتادة، عن أبي المَليح، عن واثلة بن الأسْقَع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطِيتُ مكان التوراةِ السبعَ الطُّوَل، وأعطيت مكان الزَّبور المِئِين، وأعطيتُ مكان الإنجيل المَثَاني، وفُضِّلت بالمفصَّل (١) .

١٢٧- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلية، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطِيتُ السبعَ الطُّوَل مكان التوراة، وأعطيت المثانِيَ مكانَ الزَّبور، وأعطيت المئين مكانَ الإنجيل، وفُضِّلت بالمفصَّل (٢) . قال خالد: كانوا يسمُّون المفصَّل: العربيَّ. قال خالد: قال بعضهم: ليس في العربيّ سجدةٌ.


(١) الحديث ١٢٦- رواه الطبري هنا بإسنادين، أحدهما صحيح، والآخر ضعيف: فرواه من طريق أبي داود الطيالسي عن أبي العوام، وهذا إسناد صحيح. ورواه من طريق رواد بن الجراح عن سعيد بن بشير، وهذا إسناد ضعيف- كلاهما عن قتادة.
أما طريق الطيالسي، فإنه في مسنده رقم ١٠١٢، ورواه أحمد في المسند رقم ١٧٠٤٩ (٤: ١٠٧ طبعة الحلبي) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥٨، ونسبه أيضًا للطبراني "بنحوه". وأبو العوام، في الإسناد الأول: هو "عمران بن داور" بفتح الدال وبعد الألف واو مفتوحة وآخره راء- "القطان"، وهو ثقة.
وأما الطريق الثاني، ففي إسناده "رواد بن الجراح العسقلاني"، وهو صدوق، إلا أنه تغير حفظه في آخر عمره، كما قال أبو حاتم، فيما نقله عنه ابنه في الجرح والتعديل ١\٢: ٥٢٤، وقال البخاري في الكبير ٢\١: ٣٠٧: "كان قد اختلط، لا يكاد أن يقوم حديثه". و" رواد" بفتح الراء وتشديد الواو وآخره دال. ووقع في الأصول هنا "داود"، وهو خطأ. وفي إسناده أيضًا "سعيد بن بشير"، وهو صدوق يتكلمون في حفظه. ولكن لم ينفرد "رواد" بروايته عن سعيد، فقد ذكره ابن كثير في التفسير ١: ٦٤ من كتاب أبي عبيد: عن هشام بن إسماعيل الدمشقي عن محمد بن شعيب عن سعيد بن بشير، وقال ابن كثير: "هذا حديث غريب، وسعيد بن بشير: فيه لين"، وهو تعليل غير محرر! فإن سعيد بن بشير لم ينفرد به -كما هو ظاهر- بل تأيدت روايته برواية الطيالسي عن أبي العوام عمران بن داور، وهو إسناد صحيح، كما قلنا. وسيأتي بإسناد ثالث، رقم ١٢٩.
(٢) الحديث ١٢٧- هذا خبر مرسل عن أبي قلابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>