للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنعام، والأعراف، ويونس،، في قول سعيد بن جبير (١) .

١٣٠- حدثني بذلك يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هُشيم، عن أبي بِشر، عن سعيد بن جبير.

وقد روي عن ابن عباس قولٌ يدلّ على موافقته قولَ سعيد هذا.

١٣١- وذلك ما حدثنا به محمد بن بَشَّار، قال: حدثنا ابن أبي عَديّ، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وسهل بن يوسف، قالوا: حدثنا عَوْف، قال: حدثني يزيد الفارسيّ، قال: حدثني ابن عباس: قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عَمَدْتُم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطرًا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموهما في السبع الطُّوَل؟ ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممَّا يأتي عليه الزمانُ وهو تُنزل عليه السُّورُ ذواتُ العَدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا ببعض من كان يكتبُ فيقول: ضَعُوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءةُ من آخر القرآن نزولا وكانت قِصَّتُها شبيهةً بقصتها، فظننت أنها منها. فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنتُ بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتهما في السبَّع الطُّوَل" (٢) .

فهذا الخبر ينبئ عن عثمان بن عفان رحمة الله عليه، أنه لم يكن تَبيَّن له أنَّ


(١) انظر تفسير ابن كثير في أول سورة البقرة ١: ٦٤. و "الطول"، بضم الطاء وفتح اللام: جمع "الطولى"، مثل "الكبر" و "الكبرى".
(٢) الخبر ١٣١ - رواه أحمد بن حنبل في المسند عن يحيى بن سعيد، وعن إسماعيل بن إبراهيم، وعن محمد بن جعفر، كلهم عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد، مطولا، برقمي: ٣٩٩، ٤٩٩ وهو حديث ضعيف جدًا، فصلت طرقه، ووجه ضعفه، في شرح المسند: ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>